الضربات كانت للأمريكان واليهود، وليس من اليهود للأمريكيين.
لهذا .. و لأسباب أخرى، لا يمكن أبداً أن يعترف أصحاب الميتروبوليس المتهاوي (اليهود) بأن الضربة كانت صنيعة المجاهدين 100%، فشغلوا أجهزتهم الإعلامية حول العالم (يسرّني أن أذكر أن قناة الجزيرة أحدها) لتنشر و ترسخ فكرة أن "الحادثة" كانت من تدبير المخابرات الأمريكية أو نتيجة إهمال متعمد لأهداف بعيدة المدى، و هذا ما أصبح يُعرف بنظرية المؤامرة التي انطلت على الكثيرين ..
::::::::::::::
تخيـّل أن يأتيك فجأة أحدهم و قد شُجّ رأسه و تدفّق دمه قائلاً لك "أنت من ضربني و عليك أن تدفع الثمن!"،
لقد
راهنت حكومة أمريكا على ضعف ثقة كثير من الشعوب بنفسها و خوفها منالمستقبل
بتصديق الأكاذيب المضللة حول حقيقة الغزوة، و عمدت إلى تحويل هذهالأكاذيب
إلى دافع منطقي (عند المسلمين خصوصاً) للتبرؤ من الغزوة و منفذيها و الخوف و من ثمّ الخضوع السريع لأمريكا و أسيادها الحقيقيين (اليهود)؛ فانتشرت مقولة "الآن صار لدى أمريكا سبب وجيه لضربنا ... هذا ما فعله بنا المجاهدون!" .. و الحقيقة أن أمريكا في لحظة الهجوم بالتحديد كانت في أضعف حالاتها و لو تجاسر المسلمون عليها قليلاً لتمكنوا من طردها إلى خارج بلاد المسلمين.
و إني محذر نفسي و إياك أخي القارىء الكريم من الوقوع في براثن هذا الكمين الفكري، الذي انطلت حيله حتى على أعقل الناس،
فاحذر
من مكرهم كل الحذر فقد ذُكر في القرآن أن مكرهم و خبثهم شديد الأثرقويّ
المفعول {وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُالْجِبَالُ}[ابراهيم:46]
و لا عاصم من مكرهم هذا إلا الله {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[آل عمران:54].
^^--^^
ويبدو واضحاً أنّ جنود الكهوف يتواصلون جيداً، ويعرفون كل التطورات على كل الساحات ...
Vvv--vvV
أما كيفية الأخذ بالأسباب التي تؤدي إلى نجاة المؤمن من فتن الزمان فلا يسعني إلا أن أذكركم بمراجعة المحاضرة المسموعة و المكتوبة (الثبات على الحق) للقاضي الشرعي السابق بدولة العراق الإسلامية الشيخ أبي سليمان العتيبي حفظه الله،ففيها
تلخيص سهل لأسباب الزلل و الحكمة منها و سبل النجاة و الثبات التيقررها
الشرع ... فلا يسع المرء حينها أن يجابه تسلـط الميتروبوليس كماذكرنا
باستحداث وسائل تشجعه على المزيد من التجبّر مثل التظاهراتالسلمية
و الرقص الشعبي و الأغاني الوطنية و الأوبرا و الثورات المشبوهة،و هي أمور
يشرف عليها و يرعاها الميتروبوليس بنفسه في أغلب الأحيان ... أليس كذلك ؟!.
و قد أحسن منفذو الغزوة صنعاً – أحسن اللهلهم
– بانتقاء ميتروبوليس النظام الأكبر و تدميره، فهذا جعل الأنظمةالأصغر
تهاب و ترتعد، بعضها انفضّ و هرب و بعضها أظهر العداء لأمريكا بعدأن تيقن
بقرب نهايتها كقوة عظمى، و البعض الآخر تشجع على خلع الظلم والخروج عليه
.. و هذا أخشى ما يخشاه طواغيت العصر سادة الأمم المتحدة.
و يعلم الله كم من الأمم فرح بهذه الضربات المباركة، سبحان الله ألا يسعد المظلوم بزوال الظالم ؟!
^^--^^
ويعود الرجل ليبهرنا بمعلوماته، و سِعَة اطـّـلاعِه..
Vvv--vvV
و عن موقف المسلمين المتخاذل من المجاهدينالذين
دمروا بقوة الله ميتروبوليس العصر، أسوقُ مثالاً من معركة القائدالقرطاجي
"هانيبال" الذي هزم الرومان هزيمة نكراء مريرة كادت توديبإمبراطوريتها في
معركة "كاناي" عام 216 ق.م، حيث دعا هانبيال أشراف قومهو ممثليهم إلى حشد
هجمة سريعة على روما للقضاء عليها، فارتجفوا خوفاً من انتقام روما لخسارتها و اعتبروا أنهم يقومون الآن بحشد المزيد و المزيد للأخذ بالثأر وفضّلوا الموقف الدفاعي، (بينما كانت) الحقيقة أن روما لم يعد فيها –نسبياً- من يحرس بوّاباتها بعد هزيمتها تلك!!
و من يتهيّبْ صعودَ الجبال *** يَعِشْ أبدَ الدّهر ِ بين الحُفَر
^^--^^
ويواصل صاحبنا الربط الذكي، بين الماضي والحاضر..
Vvv--vvV
مثالٌ آخر –و أكثر أصالة- عن صورة الميتروبوليس: مملكة فرعون، ففرعون لعنه الله لم يخرج للناس قائلاً لهم (أنا ربكم الأعلى) إلا بعد أن بنى برجاً شاهقاً يخوّف به الخلائق.
لاحظ
(الأعلى)؛ لم يقل (الأقوى) أو (الأعلم) أو (الأحكم)، فالخطوة الأولىهي سلب
النفوس و إبهار العقول و إخضاع القلوب، قال تعالى : {فَقَالَ
أَنَارَبُّكُمُ الْأَعْلَى{24} فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ
الْآخِرَةِوَالْأُولَى}[النازعات:24،25]
^^--^^
ويكشف جندي تدمير "الميتروبوليس" خفايا خطط إبليس!
Vvv--vvV
.. و هذا كان من نزغ إبليس لعنه الله، الذي استمرّ في تعليم أتباعه كيف يصرفون البشر عن عبادة الله، فمـا تمكن طاغوتٌ في الأرض إلا و بنى لنفسه بنياناً عظيماً يشهد عليه القاصي و الداني. حتى يتعالى به على الناس فكرياً و جسدياً،
و
النفس بطبيعتها تعظـّم العلو و تهابه خاصة إذا كانت ضعيفة، لهذا أمرناالله
عز و جل بعدم التطاول في البنيان ... و ترى الكفّار يصرّون عليه.
و علينا أن نفهم جيداً أن الطاغوت إذا أراد عطف الناس نحوه، تعمّد أن يظهر بصفات هي من صفات الله سبحانه و تعالى ..
و خسىء (الطاغوت) أن يفعل أو يقدر، بل هو سحرٌ و تضليل يخدع به من ضعفت نفسه و هشّ إيمانه.
فكــّر مثلاً في تركيز طواغيت العصر على إبراز العلم المطلق و الإحاطة و الكشف و العلوّ و القدرة المطلقة و علم الغيب، و قارنهابتخاذل
المسلمين أمام قوة الكفار تحت مبررات الاستخبارات التي تعلم و ترىكل حركة
و همسة أو قوّتهم التدميرية التي لا تبقي و لا ترحم أو يدهمالطولى التي
تصل إلى أي شيء في أي مكان و نحو ذلك .. و هذا كله من ضعف الإيمان و اليقين و ترك العمل بالكتاب و السنة و لزوم الثبات و الصبر و ترك الجهاد، نسأل الله العفو و العافية.
^^--^^
ويطير الجندي من برج منهاتن، إلى برج دبي ..
Vvv--vvV
دُبي،
لم تعد إحدى إمارات (الإمارات العربية المتحدة)بقدر ما هي ولاية من
(الولايات المتحدة الأمريكية)؛ قاعدة استخبارية ومعلوماتية (ليست للمسلمين
بالطبع) و مركز تقني و إعلامي هام و بؤرة للفسادفي الأرض، اليهود لهم فيها
مثلمـا لهم في "تل أبيب" معززين فيها مكرّمين.